Change country/region

لا تكتفي هذه الساعات الاستثنائية بالتعريف عن الوقت، بل تشكِّل محور اللقاء بين دقة صانع الساعات وإبداع صائغ المجوهرات. وتمتد موانئها مثل صفحة بيضاء في أستوديو بوشرون للإبداع، المكان الذي تتحول فيه مواضيع الدار المفضلة: الطبيعة، والأزياء الراقية، والهندسة المعمارية، والحيوانات، إلى إبداعات ملموسة.


لطالما شكلت الطبيعة مصدر إلهام خصب لصائغي المجوهرات في ساحة الفاندوم، وفريديريك بوشرون ليس استثناءً من هؤلاء، إلا أنه سرعان ما تميَّز عن نظرائه برؤيته الفريدة للطبيعة الواقعية. يتحول كل ميناء إلى لوحة حيّة يبدو فيها اللبلاب، والقمح، والسراخس، وحتى نبتة الأقنثا، نباتات جامحة. وعند التقاء الخبرة في صناعة الساعات مع صياغة المجوهرات، تواصل هذه الإبداعات الاستثنائية السير على نهج تلك الرؤية للطبيعة، التي ورثتها الدار عن مؤسسها.




تُعدّ الأزياء الراقية جوهر تاريخ بوشرون. منذ عام 1817، مارس لوي بوشرون، الأب المؤسِّس للدار، مهنة الخياطة، فنشأ فريدريك بوشرون، المولود عام ١٨٣٠، في بيئة غنية بالأقمشة الثمينة؛ وهو ما أثر في أسلوبه الإبداعي. فزيّن إبداعات الدار من الساعات بالتطريز، والحرير المضلَّع، والكرات الصوفية، والدانتيل، يدفعه إلى ذلك سعيه نحو إضفاء الرقة والمرونة.


سواء أتعلق الأمر بحلية البجعة، أم الثعبان، أم الفراشة، فإن قصّة حيوانات بوشرون الاستثنائية بدأت خلال عام 1866 في مشاغلها. قصةٌ تتجسّد فيها مجموعة تجمع بين صياغة المجوهرات الفاخرة والتحف الفنية، تبدو جميعها وكأنها ملتقطَة في حركتها، في خفقة جناح أو دقة قلب. تروي هذه الساعات الاستثنائية قصتها، سواء أكانت حقيقية أم خيالية، لكل من يرغب في سماعها.




لقد كان فريدريك بوشرون رجلًا ذا رؤية متبصرة. عام 1893، حين كانت ساحة الفاندوم مجرد حي سكني عادي، كان هو من أوائل كبار صاغة المجوهرات المعاصرين الذين افتتحوا متاجر في ساحة الفاندوم، وتحديدًا في المبنى رقم 26. سيكون هذا العنوان الأسطوري فيما بعد شاهدًا على ولادة رمز هندسي، وهو القطع الزمردي الذي لن يفارق إبداعات بوشرون البتة.

