Change country/region


في المبنى رقم 26 في ساحة فاندوم، وبمجرد عبور الباب، تظهر التصاميم المعززة بقبة زجاجية وتخطف الأبصار، ثم الثريات من إبداع بيير-إيف روشون ولاليك، ويكتمل هذا الجو الملكي مع طاولة من الرخام وتحفة فنية من مجموعة بينو. أهلًا بكم في منزلٍ يحاكي طراز بوشرون.


لا يزال صدى خطى كونتيسة كاستيليوني يتردد في المدخل التاريخي لفندق نوسيه. يقع هذا المدخل من جانب شارع "رو دو لا بيه" ويحتفظ حتى اليوم بأرضيته التي تشبه بتصميمها طاولة الشطرنج والتي كانت سائدة في تلك الحقبة. في محاكاة لدار المجوهرات الراقية، صُممت الثريا باستخدام عصافير من الكريستال الصخري تتلاعب مع فلاديمير، القط العزيز على دار بوشرون.


شهد هذا الدَرَج في الأصل استقبال عدة ضيوف رفيعي المستوى، من شاه إيران إلى إيديت بياف، ومن ألكسندر الثالث إلى الأمريكية ماري لويز ماكاي، وقد كان هنالك شغف مشترك يجمع هؤلاء: كانوا جميعهم يسعون نحو تحقيق حلم واحد، الحصول على جوهرة تستحق حبهم. جميعهم كانوا يبحثون عن شيء استثنائي ومطلق الجمال.
أما اليوم، فأنتم من تنزلون هذا الدَرَج مزيّنين بأحد أكثر الإبداعات روعةً. أنيمو دو كوليكسيون - Animaux de Collection، أم بوان دانتروغاسيون - Point d’Interrogation، أم فلور إيترنيل - Fleurs Éternelles؟ قد يرشدكم قط الدار الشهير فلاديمير نحو هانس، أشهر قنفذ في ساحة فاندوم. أو يمكنكم اختيار عقد بوان دانتيروغاسيون - Point d’Interrogation الذي يعزز جمال العنق والصدر بطريقة آسرة.
لكن دعونا لا نبتعد عن الموضوع. يقبع الدَرَج الرئيسي هنا ليعود بنا إلى المسار الصحيح: أكثر من 160 عامًا من تاريخ دار فرنسية الجذور، وباريسية بشكل لا يقبل الجدل؛ حيث تجد إبداعاتها الملتزمة جذورها في كل مكان يتحد فيه الابتكار مع الحلم.


الصالون الكبير هو الصالة الرئيسية المشعة بالضوء، والذي أضيفت غرفكم إليه، يحتفظ بزخارف الجدران المكسية بألواح من خشب الجوز في تصميم كان سائدًا في زمن لويس الخامس عشر، اختارها مؤسّس الدار وتم ترميمها مؤخرًا، بالإضافة إلى سجّاد ذي ألوان عديدة ومختلفة، وأرائك من وارن بلاتنر، وثريا من الكريستال الصخري من تصميم بيير إيف روشون وإنجاز دار تيسران. تتميز كل هذه العناصر بالشفافية، وفاءً لجماليات بوشرون.


هل تفضّلون قطعة فلور دو نوي - Fleur de Nuit أم قطعة فلور إيتيرنيل - Fleur Éternelle؟ في الواقع، هذا الأمر ليس ذا أهمية؛ فوجودكم وطبيعتكم يعكسان روح الطبيعة الحرة الملهمة، والفريدة، التي تلهم تصاميمنا، ويتجسّد ذلك في الحديقة الشتوية؛ حيث يشع الضوء فتبرز هندسة هذه الحديقة المستوحاة من الأسلوب الكلاسيكي، مثل قصيدة تترنم بالطبيعة بجميع عناصرها. أثاث ونباتات، وأرضية من الرخام الأخضر، وسجاد يشبه أرضية مكسوة بالأوراق، وطاولة قهوة من الخشب المحجّر من فرانك شارتران، وعمل فني من إبداع إيميلي موتار مارتان... كل شيء هنا يدعونا إلى إطلاق العنان لطبيعتنا الكامنة في أعماقنا.


في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، عاد الفن الصيني ليكون محطًا للاهتمام الفرنسي، ويندرج الصالون الصيني في فندق نوسيه، بزخارفه المصممة بأسلوب "فيرني مارتن" الذي يحاكي اللكر الصيني، ضمن هذه الموجة؛ حيث يتميز بفخامة غامضة إلى جانب باب سري، لم يستطع الزمن التأثير فيهما. إنه واحد من أوائل صالونات دار بوشرون؛ حيث يبدو كل شيء ثابتًا، وهادئًا، ومترفًا.


من الطابق المتوسط لشقة كونتيسة كاستيليوني إلى مشغل التصميم، هناك خطوة واحدة فقط، وقد عبرها فريدريك بوشرون في عام 1918. وبما أن الشرفة تطل على مساحات البيع؛ لذا، فقد تقرر أن تصبح مكتبًا للمالكين من عائلة بوشرون، وها هي اليوم تغدو مكانًا لعرض إبداعات الدار من الساعات. ومع مرور الوقت، اختار صالون الساعات مكانًا له في منزلنا العائلي. بين الماضي والحاضر. بين التاريخ والحداثة.


تحتاج قطع المجوهرات الراقية إلى الضوء لتتلألأ وتشع، ويمنحها صالون الأنوار المكان الذي تستحقه؛ حيث تختفي الواجهات أمام سحر المجوهرات، في حين توفر النوافذ إطلالة خلابة على ساحة فاندوم.


تطلّب ترميم فندق نوسيه بحوثًا عميقة؛ فقد كشف هدم أحد الأسقف الحديثة عن زخرفة رائعة، أُعيد تركيبها بفضل صور الأرشيف. يتميّز صالون الخطوبة اليوم بتباين مدهش بين الكلاسيكية الفائقة والحداثة الجريئة، ويذكّرنا بأن الحب يستحق دائمًا أجمل ما في العالم مهما كانت الحقب والأساليب.


يسلّط الصالون الثالث من فندق نوسيه الضوء على قطع الأرشيف الاستثنائية للدار في جو مفعم بالألوان. تروي إحداها قصة زيارة مهراجا باتيالا إلى ساحة فاندوم عام 1928. وفي هذه المناسبة، قدم المهراجا طلبًا استثنائيًّا للحصول على 149 قطعة مجوهرات، مكونة من الماس، والزمرد، والياقوت.
أثناء زيارة باريس، يشعر بعض عملائنا وكأنهم في منزلهم؛ إذ يُعد "Le 26V" تجسيدًا مثاليًّا لروح منزل العائلة التي يتمتع بها فندق نوسيه. يمكن الإقامة والاستراحة في هذا الملاذ الاستثنائي مع الاستمتاع بالإطلالة على ساحة فاندوم.
باتجاه الطابق الثاني. بعد الردهة، تؤدي غرفة الطعام المستوحاة من الطبيعة إلى غرفة معيشة ذات تصميم مائي. تستمر الجولة في غرفة نوم مهيبة، تُفتح على حمام حميمي مغطى بالرخام الأبيض ليجعلكم تشعرون كما لو كنتم على سحابة؛ لتتأمّلوا ساحة فاندوم وبرج إيفل أثناء الاستحمام.
خذوا وقتكم. التمسوا الملاذ في مكتبة شقتكم الباريسية المكسوّة بورق حائط صيني يعود إلى القرن الثامن عشر، والتي ستكشف لكم عن أسرار العاصمة وأسرار دارنا.